رأينا ملامح البِشر على محيا شريحة عريضة من السعوديين استبشرت بما سمي ربيعاً عربياً، واستمعنا لأصوات ترقبّت امتداداته، وتطلعت لارتداداته، ورأت فيه ثورة الإنقاذ للمشروع الإسلاموي، وإرهاصات للخلافة الملوّحة بكفها من تخوم الشام.
من باب الموضوعية والتسليم الجدلي نقول إنهم طامحون للعدل أمام القوانين والمساواة في ظل الأنظمة، والشفافية، والمحاسبة، ومحاربة الفساد، وحفظ المال العام، ولكننا نعلم أنهم حالمون بوضعهم الثقة في غير محلها، والحرص على استيراد أو استيلاد المشروع الإصلاحي من فحل وافد.
وعندما استيقظنا جميعاً منذ عام تقريباً على ربيعنا، السعودي الأصل والمنشأ والولادة، والآخذ في حسبانه كل ما كانت تنتظره قوى الافتتان بالسلطان والإخوان من أدبيات المواطنة وحقوق الإنسان، لم نجد منهم ذات الابتهاج، ولم يحتفوا بربيعنا كما احتفوا بربيع رابعة وتقسيم، بل والأنكى أنهم تبنوا صوت التخذيل والتهويل والتهوين لإفقاد الشعب الثقة في قيادته السعودية الشرعية.
ليس من العيب ولا الحرام أن تنشأ في المجتمعات قوى ممانعة، شرط أن تكون نابتة من ذات النواة، وتؤمن بالمواطن في ظل مصلحة الدولة، تتبنى قضاياه، وتنادي بحريته، وكرامته، وتحتفي بمنجزه؛ إذ هي ليست ناقدة على طول الخط.
ويظل تشكل قوى ممانعة ناقمة خطراً، خصوصاً عندما تغدو هذه القوى مع الوقت عدواً يتبنى أيديولوجيا وافدة لإسقاط شرعية دولة عميقة، والأخطر أن تتحول إلى أداة يستخدمها ويوظفها مشبوهون ويسخرونها لشد الشعب باتجاه عكسي ضد مصالح أوطانهم، وتناديه بالبقاء في العتمة، وتثير فيه مكامن السخط والنقمة والتذمر والبلبلة الفكرية والثقافية.
لا يزال بعضنا مع الأسف يرى في النموذج (الأرطغرلي) قدوة وأمنيته أن يعود ليسود، برغم ما سامه للعرب والمسلمين والغرب من سوء عذابه، وشدة نكاله، ولا غرابة فهناك نظرية يطلق عليها (عقدة أستكهولم) تتلخص في تعلق الضحية بالجلاد، وتبرير أفعاله، والدفاع عنه، بل تهاجر إليه لتتحالف معه وهذا ما نراه ونسمعه ونعايشه.
بالطبع كنا نطمح كما تطمح الدولة أن تكون التحولات بقيادة المجتمع، إلا أن المجتمع حين يختطف لحين من الدهر تعمى عليها الأنباء، وحينها لا خلاص إلا بتحولات تقودها الدولة، وهذا ما أدخلنا ربيع السعودية، فأيُّ الربيعين خيرٌ لكم ولنا إن كنتم تعلمون؟
من باب الموضوعية والتسليم الجدلي نقول إنهم طامحون للعدل أمام القوانين والمساواة في ظل الأنظمة، والشفافية، والمحاسبة، ومحاربة الفساد، وحفظ المال العام، ولكننا نعلم أنهم حالمون بوضعهم الثقة في غير محلها، والحرص على استيراد أو استيلاد المشروع الإصلاحي من فحل وافد.
وعندما استيقظنا جميعاً منذ عام تقريباً على ربيعنا، السعودي الأصل والمنشأ والولادة، والآخذ في حسبانه كل ما كانت تنتظره قوى الافتتان بالسلطان والإخوان من أدبيات المواطنة وحقوق الإنسان، لم نجد منهم ذات الابتهاج، ولم يحتفوا بربيعنا كما احتفوا بربيع رابعة وتقسيم، بل والأنكى أنهم تبنوا صوت التخذيل والتهويل والتهوين لإفقاد الشعب الثقة في قيادته السعودية الشرعية.
ليس من العيب ولا الحرام أن تنشأ في المجتمعات قوى ممانعة، شرط أن تكون نابتة من ذات النواة، وتؤمن بالمواطن في ظل مصلحة الدولة، تتبنى قضاياه، وتنادي بحريته، وكرامته، وتحتفي بمنجزه؛ إذ هي ليست ناقدة على طول الخط.
ويظل تشكل قوى ممانعة ناقمة خطراً، خصوصاً عندما تغدو هذه القوى مع الوقت عدواً يتبنى أيديولوجيا وافدة لإسقاط شرعية دولة عميقة، والأخطر أن تتحول إلى أداة يستخدمها ويوظفها مشبوهون ويسخرونها لشد الشعب باتجاه عكسي ضد مصالح أوطانهم، وتناديه بالبقاء في العتمة، وتثير فيه مكامن السخط والنقمة والتذمر والبلبلة الفكرية والثقافية.
لا يزال بعضنا مع الأسف يرى في النموذج (الأرطغرلي) قدوة وأمنيته أن يعود ليسود، برغم ما سامه للعرب والمسلمين والغرب من سوء عذابه، وشدة نكاله، ولا غرابة فهناك نظرية يطلق عليها (عقدة أستكهولم) تتلخص في تعلق الضحية بالجلاد، وتبرير أفعاله، والدفاع عنه، بل تهاجر إليه لتتحالف معه وهذا ما نراه ونسمعه ونعايشه.
بالطبع كنا نطمح كما تطمح الدولة أن تكون التحولات بقيادة المجتمع، إلا أن المجتمع حين يختطف لحين من الدهر تعمى عليها الأنباء، وحينها لا خلاص إلا بتحولات تقودها الدولة، وهذا ما أدخلنا ربيع السعودية، فأيُّ الربيعين خيرٌ لكم ولنا إن كنتم تعلمون؟